بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله. يستحب للراقي إذا رقى المريض وغيره أن ينفث عليه
( وهو نفخ مع ريق يسير )
كما ثبت في السنة وكان غالب هدي النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك كما في الصحيحين
: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ،
فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها ) ، وتجوز القراءة بلا نفث
عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول :
( أعيذكمـا بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) رواه البخاري ، ولا
يشترط في الرقية المسح على المرقي عليه إن شاء الراقي مسح بيده كما قالت عائشة :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده) متفق عليه . وإن شاء لم يمسح عليه واكتفى بالنفث عليه كما ثبت في صحيح مسلم
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات ).
والرقية الصحيحة الواردة عن الشرع هي ما كانت القراءة فيها والنفث مباشرة لبدن
المريض في مكان القراءة ولو لم يكن المريض ملاصقا له مادام النفث يصله ، لأن هذه
الصفة هي التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم و لأنه لم ينقل عنه أنه رقى إنسانا
بعيد أو غائبا ولأن مقصود الرقية انتفاع المريض ببركة القرآن والذكر بواسطة ريق الراقي
ونفخه ، أما الشخص البعيد أو الغائب فالمشروع في حقه الدعاء له بالشفاء أو الحفظ
ونحوه من المطالب الحسنة ولا تصح الرقية عليه لتعذرها وحقيقة الدعاء له طلب من الله
أن يشفيه ويحقق له ذلك بخلاف الرقية فظهر الفرق بين مقام الرقية ومقام الدعاء ، فعلى
ذلك إذا كان ولدك بعيدا لا تباشريه فلا ترقي عليه وإنما ادعي له.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.