التعامل مع اثار الاصابه بالعين او الحسد
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ الْصَّلاةُ وَ الْسَّلامُ عَلَىَ رَسُوْلِ الْلَّهِ وَ بَعْدُ :
أَوَّلَا :
سَبَبُ طُرُقِ هَذَا الْمَوْضُوْعِ هُوَ كَثْرَةُ مَا نُشَاهِدُهُ مِنْ
الْأَمْرِاضِ الْنَّفْسِيَّةِ وَ العُضْوِيَّةِ مِنْ سَرَطَانَات عَافَانَا
الْلَّهُ وَ إِيَّاكُمْ بِشَكْلٍ كَبِيْرٍ هَذَا الْزَّمَانِ ، وَ مَا
ذَاكَ إِلَا لِقِلَّةِ ذِكْرِ الْلَّهِ مِنْ قَبْلُ الْنَّاسِ وَ قِلَّةَ
الْحِفَاظِ عَلَىَ الْأَوْرَادِ الْشَّرْعِيَّةِ وَ لِكَثْرَةِ
الْحَاسِدِيْنَ نَعُوْذُ بِالْلَّهِ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ .
ثَانِيَا :
لَيْسَ الْمَقْصُوْدِ مِنْ ذِكْرِ هَذَا الْكَلَامِ كُلِّهِ هُوَ إِشَاعَةُ
التَّوَهُّمِ بَيْنَ الْنَّاسِ بِأَنْ فُلَانا مُعْيُونَ أَوْ مَمْسُوسٌ
أَوْ مَسْحُورٌ بَلْ الْمَقْصُوْدُ إِشَاعَةٌ فِقْهِ الرُّقْيَةِ
الْشَّرْعِيَّةِ وَ كَيْفِيَّةِ الْتَّعَامُل مَعَ الْعَيْنِ .
ثَالِثَا :
الْنَّاسِ فِيْ قَضِيَّةِ الْعَيْنِ بَيْنَ طَرَفَيِ نَقَّيْضٍ :
الْطَّرْفِ الْأَوَّلِ :
مِنْ يُبَالُغَ فِيْ الْعَيْنِ بِشَكْلٍ غَيْرَ طَبِيْعِيٌّ بِحَيْثُ لَوْ
عَطَسَ عَطْسَةَ قَالَ هَذِهِ عَيْنُ أَوْ كُحَ كُحَّةٌ قَالَ هَذِهِ
عَيْنُ وَ نَحْوٍ ذَلِكَ .
الْطَّرْفِ الْثَّانِيَ :
مِنْ يُهَمَّشُ دَوْرَ الْعَيْنِ بِشَكْلٍ كَبِيْرٍ جَدَّا ، وَ
غَالِبُهُمْ مِنْ الْأَطِبَّاءِ الْنَّفْسِيِّينَ الَّذِيْنَ يُحِسُّوْنَ
أَنَّ فِيْ نَشْرِ قَضِيَّةٌ الْعَيْنِ تَخَفضيّا لِسَوْقِهِمَ وَ
ازْدِهَارَا لَسُّوْقِ الرُّقَاةِ الْشَّرْعِيَّيْنِ ، وَ مَا عَلِمَ
أُوْلَئِكَ أَنْ الَرَاقِي الْشَّرْعِيِّ الْفَاهِمِ الْوَاعِيَ لَا
يُمَانِعُ أَبْدَا فِيْ أَنْ يَذْهَبَ مَرِيْضَهُ إِلَىَ الْطَّبِيْبِ
الْنَّفْسِيِّ .
وَ الْطَّرَفُ الْرَّابِحُ فِيْ ذَلِكَ :
هُوَ مِنْ اتَّبَعَ هَدْيُ سَيِّدِ الْمُرْسَلِيْنْ صَلَّىَ الْلَّهُ
عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ الَّذِيْ قَالَ : ( الْعَيْنُ حَقٌّ وَ لَوْ كَانَ
شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ ) وَ الَّذِيْ قَالَ : (
إِنْ تَدْخُلْ الْرَّجُلِ الْقَبْرِ وَ تُدْخِلُ الْجُمَّلِ الْقَدْرِ )
أَوْ كَمَالٍ قَالَ ، فَهُمْ يُثْبِتُوْنَ الْعَيْنِ وَ لَكِنْ بِوُجُوْدِ
دَلَائِلِهَا وَ أَعْرَاضَهَا لَا بِمُجَرَّدِ التَّوَهُّمِ وَ
الْتَّخَرُّصُ .
رَابِعَا :
لَيْسَ فِيْ الْكَلَامِ عَنْ قَضِيَّةِ الْعَيْنِ وَ كَثْرَتُهَا
مُبَالَغَةِ ، كَيْفَ وَ قَدْ قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ
عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : ( أَكْثَرَ مَا يَمُوْتْ مِنْ أُمَّتِيْ بَعْدَ
قَضَاءِ الْلَّهِ وَ قَدَّرَهُ بِالْعَيْنِ ) فَانْظُرْ إِلَىَ الْحَدِيْثِ
بِتَأَمُّلِ وَ تَجَرَّدَ تَجِدَ أَنَّهُ جَعَلَ الْعَيْنَ فِيْ كِفَّةٍ
وَ سَائِرِ الْأَمْرِاضِ وَ الْأَدْوَاءْ فِيْ كِفَّةٍ أُخْرَىَ فَهَلْ
كَانَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مُبَالِغَا
فِيْ ذَلِكَ ؟ كُلَّا وَ حَاشَا بَلْ هُوَ وَحْيُ يُوْحَىْ .
خَامِسَا :
مَا يَقَعُ مِنْ بَعْضِ الرُّقَاةِ مِنْ أَخْطَاءُ لَيْسَ مُبَرِّرَا
لِلْقَدْحِ فِيْ الرُّقْيَةِ الْشَّرْعِيَّةِ ذَاتِهَا بَلْ نَحْنُ
نَأْخُذُ الْصَّوَابُ وَ نَدَعُ الْخَطَأِ .
سَادِسا :
عَلَىَ الْمَرْءِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَىَ تَعَلُّمِ الرُّقْيَةِ
الْشَّرْعِيَّةِ لَيُرَقِّيَ نَفْسِهِ وَ أَهْلِهِ أَوْ يَذْهَبُ إِلَىَ
مَنْ لَا يَأْخُذُ عَلَىَ رُقْيَتِهِ أَجْرَا أَوْ مَنْ يَأْخُذُ أَجْرَا
بِدُوْنِ شَرْطٍ كَأَضْعْفَ الْإِيْمَانِ .
وَ أَمَّا الرُّقَاةِ الَّذِيْنَ يَأْخُذُوْنَ الْأُجُورِ الْبَاهِظَةِ
عَلَىَ رَقَيْتِهُمْ ( وَلَا نَقُوُلُ بِتَحْرِيْمِ ذَلِكَ ) فَأَرَىَ أَنْ
ذَلِكَ أَبْعَدُ عَنْ الْإِخْلَاصِ بَلْ يَصِيْرُ هُمْ الَرَاقِي كَمْ
يَأْخُذُ مِنْ الْنُّقُودِ وَ رُبَّمَا سَخِطَ وَ لَمْ يُحْسِنِ
الرُّقْيَةِ إِذَا لَمْ يُعْطَ نَقُوْدَا ، وَ كَمَا سَمِعْنَا مِنْ
الْمُبَالَغَاتِ فِيْ أَسْعَارِ الْزَّيْتْ وَ الْمَاءُ وَ الْعَسَلُ ؛
إِذْ وَصَلَ إِلَىَ مِئَاتِ الْرِّيَالَاتِ !!
بَلْ صَارَتْ هُنَاكَ رُقْيَةٌ مَلَكَيةً وَ رُقَيَّةُ عَادِيّةً ! وَ
رُقَيَّةُ مُخَفَّفَةً وَ رُقَيَّةُ مُثْقَلَةٌ ! وَ هَلُمَّ جَرّا مِنْ
الاحْتِيَالْ عَلَىَ أَصْحَابِ الْحَاجَاتِ وَ الْمَرْضَىَ !
سَابِعَا :
يَنْبَغِيْ الْعِلْمُ أَنَّ تَشْخِيْصَ الَرَاقِي لِلْمَرَضِ غَالِبُا مَا
يَكُوْنُ ظَنِّيَّا ، وَ قَدْ يَكُوْنُ الظَّنُّ غَالِبَا وَ قَدْ
يَكُوْنُ الظَّنُّ مَرْجُوْحَا ، شَأْنِهِمْ فِيْ ذَلِكَ شَأْنُ
الْأَطِبَّاءِ الَّذِيْنَ رُبَّمَا اخْتَلَفُوَا فِيْ أَمْرَاضِ
عُضْوِيَّةٌ وَ لَيْسَتْ فِيْ أُمُوْرِ رُوْحِيَّةٍ دَاخِلِيَّةِ
قَابِلَةٍ لِلْأَخْذِ وَ الْعَطَاءِ .
وَ غَالِبْ ذَلِكَ هُوَ مَعْرِفَةُ الرُّقَاةِ عَنْ طَرِيْقِ
الْتَّجْرِبَةِ وَ كَثْرَةِ مُرُوْرِ الْمَرْضَىَ عَلَيْهِمْ حَيْثُ
عَرَفُوْا أَنَّ هَذِهِ أَعْرَاضِ الْعَيْنِ وَ تِلْكَ أَعْرَاضِ
الْسِّحْرُ وَ أُخْرَىَ لِلَّمْسِ .
وَ الْتَّجْرِبَةِ لَا شَيْءً فِيْهَا ، بَلْ هِيَ طَرِيْقُ كُلِّ
الْعُلُومِ ، فَكَيْفَ إِذَا تَوَاتَرَتْ أَعْرَاضِ مُعَيَّنَةٍ عِنْدَ
جَمِيْعِ الرُّقَاةِ عَلَىَ أَنَّهَا لِلْعَيْنِ مَثَلا ؟ إِنِ هَذَا
يُعْطِيَ الْعِلْمِ الْقَطْعِيّ بِهَذِهِ الْمَسْأَلَةِ .
وَ لَا يَعْنِيْ وُجُوْدَ بَعْضِ الْأَعْرَاضِ أَنَّ الْشَّخْصَ مُصَابٌ
بِشَيْءٍ مِّنْ ذَلِكَ بَلْ قَدْ يَكُوْنُ الْشَّخْصُ مُصَابَا بِمَرَضٍ
عُضْوِيُّ أَوْ نَفْسِيٌّ لَا دَخْلَ لَهُ بِالْعَيْنِ أَوْ الْسِّحْرِ .
أَعْرَاضِ الْعَيْنِ :
وَ هِيَ تَخْتَلِفُ بِحَسَبِ قُوَّةِ الْعَيْنِ مِنْ ضَعْفِهَا وَ بِحَسَبِ
كَثْرَةِ الْعَائِنِيْنَ وَ قِلَّتِهِمْ وَ لَا بُدَّ مِنْ مُلَاحَظَةِ
أَنَّهُ حَتَّىَ الْمَرَض الْعُضْوِيّ قَدْ يَكُوْنُ بِسَبَبِ الْعَيْنِ وَ
كَذَلِكَ الْمَرَضِ الْنَّفْسِيَّ .
1) صُدَاعٌ مُتَنَقِّلٌ .
2) صُفْرَةٍ فِيْ الْوَجْهِ .
3) كَثْرَةِ الْتَعَرُّقٌ وَ الْتَّبَوُّلِ .
4) ضَعُفَ الْشَّهِيَّةِ .
5) تُنَمِّل الْأَطْرَافِ .
6) حَرَارَةَ فِيْ الْجِسْمِ رَغْمَ كَوْنِ الْجَوُّ مَعْقُوْلَا أَوْ الْعَكْسِ .
7) خَفَقَانُ الْقَلْبِ .
Cool أَلَمْ مُتَنَقِّلٌ أَسْفَلَ الظَّهْرِ وَ الْكَتِفَيْنِ .
9) حُزْنٌ وَ ضِيْقَ فِيْ الْصَّدْرِ .
10) أَرَقٌ فِيْ الْلَّيْلِ .
11) انْفِعَالَاتِ شَدِيْدَةٌ مِنْ خَوْفِ وَ غَضِبَ غَيْرِ طَبِيْعِيٌّ .
12) وَ مِنْهَا وَ هَذِهِ لَيْسَتْ فِيْ الْمَطْوِيَّةٌ وَ إِنَّمَا
بِالْخِبْرَةِ وَ التَّجْرِبَةُ : رُؤْيَةِ كَوَابِيْسَ مُزْعِجَةٌ
بِاسْتِمْرَارٍ أَوْ حَيَّاتٍ أَوْ عَقَارِبُ أَوْ حَشَرَاتِ أَوْ
حَيَوَانَاتٍ .
( الرُّقْيَةِ الْشَّرْعِيَّةِ مَنْهَجِ تَطْبِيْقِيٌّ ) لِلْشَّيْخِ /
عَبْدِ الْلَّهِ السَدَحَانَ ، نُشِرَ هَيْئَةِ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوْفِ
وَ الْنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ بِالْرِّيَاضِ طَ1 عَامٍ 1421هِـ .
أَمْثِلَةٍ عَلَىَ الْعَيْنِ :
1) بَعْضٍ أَمْرَاضٍ الْسَّرَطَانُ .
2) أَوْ الْجُلْطَةِ .
3) أَوْ الْرَّبْوَ .
4) أَوْ الْشَّلَلُ .
5) أَوْ الْعُقْمِ .
6) أَوْ الْسُكَّرَ .
7) أَوْ الْضَّغْطِ .
Cool أَوْ عَدَمِ انْتِظَامٌ الْدَّوْرَةُ الْشَّهْرِيَّةُ لِلْنِّسَاءِ .
9) أَوْ بَعْضٍ الْأَمْرَاضِ الْنَّفْسِيَّةِ .
مَعَ الْأَخْذِ فِيْ الِاعْتِبَارِ أَنَّ هَذِهِ يُمْكِنُ أَنْ تَكُوْنَ
مَرَّضَا عَضَويّا فِيْ الْأَسَاسِ وَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُوْنَ بِسَبَبِ
الْعَيْنِ .
( الرُّقْيَةِ الْشَّرْعِيَّةِ نَمُوْذَجٌ تَطْبِيْقِيٌّ / عَبْدِ الْلَّهِ السَدَحَانَ ) .
أَسْبَابَ الْإِصَابَةَ بِالْعَيْنِ :
تَنْحَصِرُ أَهُمْ أَسْبَابَ الْإِصَابَةَ بِالْعَيْنِ فِيْ أُمُوْرِ :
1) الْبُعْدِ عَنْ الْلَّهْ عَزَّوَجَلَّ وَ انْتَهَاكَ حُرُمَاتِهِ ،
فَتَجِدُهُ مُرَابِطا عِنْدَ الْشَّاشَاتِ الْهَابِطَةِ أَوْ سَمَاعْا
لِلْأُغْنِيَاتِ أَوْ سِبَابَا أَوْ لَعَّانَا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ مِنَ
الْمَعَاصِيْ الَّتِيْ لَا تُرْضِيَ الْلَّهَ عَزَّوَجَلَّ .
2) عَدَمِ الاهْتِمَامِ بِالْطَّاعَاتِ ؛ وَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْشَّخْصَ
إِذَا كَانَ مُقَصِّرَا فِيْ الطَّاعَاتِ تَسَلَّطَتْ عَلَيْهِ شَيَاطِيْنَ
الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ ؛ وَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا لَمْ
يَمْلَأِ إِنَاءَهُ بِالْطَّاعَةِ مُلِئَ بِالْمَعْصِيَةِ .
3) عَدَمِ الاهْتِمَامِ بِأَذْكَارِ الْصَّبَاحُ وَ الْمَسَاءِ أَوِ
قَوْلِهَا وَ لَكِنْ بِعَدَمِ تَدَبَّرَ وَ تَأْمُلُ ، وَ أَذْكَارْ
الْصَّبَاحُ وَ الْمَسَاءِ مِنَ أَعْظَمُ مَا يَعْصِمْ الْمُسْلِمِ
بِإِذْنِ الْلَّهِ مَّنْ جَمِيْعِ الْشُّرُوْرِ الَّتِيْ مِنْهَا الْعَيْنُ
.
الْمَرْحَلَةِ الْتَّالِيَةِ لِلْتَعَامُلِ مَعَ الْعَيْنِ :
كَيْفِيَّةِ الْإِصَابَةَ بِالْعَيْنِ :
يَقُوْلُ الْشَّيْخُ / عَبْدِ الْلَّهِ بْنِ جِبْرِيْنٍ حَفِظَهُ الْلَّهُ :
( الْعَيْنِ يَتْبَعُهَا شَيْطَانٌ مَنْ شَيَاطِيْنَ الْجِنّ فَتُؤَثِّرُ
فِيْ الْمَعْيُونٌ بِإِذْنِ الْلَّهِ الْكَوْنِيُّ الْقَدْرِ يُ ) .
بِمَعْنَىً أَنَّ أَحَدَ الْأَشْخَاصِ مَثَلا :
يَرَىَ زَمِيْلَا لَهُ كَثِيْرُ الْأَكْلِ فَيَقُوْلُ : هَذَا أَرَضَةُ (
يَعْنِيْ كَالأَرْضَةً فِيْ الْأُكُلِ ) فَيَنْطَلِقُ الْشَّيْطَانُ
فَيُؤْذِيَ الشَّخْصُ الَّذِيْ تَمَّ وَصَفَهُ فَيُصَابُ بِإِذْنِ الْلَّهِ
، لِذَلِكَ فَإِنَّ كُلَّ عَيْنٍ مَعَهَا شَيْطَانٍ لِقَوْلِ
الْرَّسُوْلِ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ( إِنَّ الْشَّيْطَانَ
لَيَحْضُرُ أَحَدُكُمْ فِيْ كُلِّ شَيْءٍ ) وَ كَلِمَةُ ( فِيْ كُلِّ
شَيْءٍ ) عَامَّةً تَشْمَلُ حَالَةُ الْعَيْنِ .
كَيْفَ تَعْرِفُ الْشَّخْصُ الْعَائِنُ ؟
هُنَاكَ حَالِاتْ يُمْكِنُ مَعَهَا مَعْرِفَةِ الْشَّخْصُ الْعَائِنُ وَ هِيَ عَلَىَ الْنَّحْوِ الْتَّالِيَ :
1) قَدْ يَتَذَكَّرُ الْشَّخْصُ أَنَّ أَحَدَ زُمَلَائِهِ أَوْ أَقَارِبِهِ
قَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ وَ مَدَحَهُ بِدُوْنِ أَنْ يَذْكُرَ الْلَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ فَهَذَا الْشَّخْصُ يُدْرِجُ فِيْ قَائِمَةِ الاتِّهَامَ .
2) قَدْ يُحِسُّ الْشَّخْصُ بِالْنُّفُوْرِ مِنْ شَخْصٍ مُعَيَّنٍ لَيْسَ
بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ عَدَاوَةٌ بَيِّنَةُ أَوْ مُشْكِلَةٍ حَاصِلَةٌ وَ
إِنَّمَا يَشْعُرُ نَحْوَهُ بِالْنُّفُوْرِ وَ لَا يْرْتَاحُ إِلَيْهِ
فَهَذَا يَدْخُلُ فِيْ قَائِمَةِ الاتِّهَامَ .
3) قَدْ يُنْقَلُ الْنَّاسِ لَكَ أَنْ فُلَانا يُثْنِيَ عَلَيْكَ وَ
يَمْدَحُكَ بِدُوْنِ أَنْ يَذْكُرَ الْلَّهَ تَعَالَىْ فَهَذَا يَدْخُلُ
فِيْ قَائِمَةِ الاتِّهَامَ أَيْضا .
هَلْ فِيْ هَذِهِ الْأُمُورِ سُوَءٍ ظَنَّ وَ إِثْمُ ؟؟
طَبْعَا لَيْسَ فِيْ هَذِهِ الْأُمُورِ إِثْمٌ مَا لَمْ تُصَلِّ إِلَىَ
حَدِّ الْغَيْبَةِ بِأَنْ تَذْكُرَ عائِنّكِ فِيْ كُلِّ مَكَانٍ .
وَ دَلِيْلٌ ذَلِكَ الْحَدِيْثِ الْمَشْهُوْرِ :
رَأَىَ عَامِرِ بْنِ رَبِيْعَةَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ يَغْتَسِلُ
فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ
فَلُبِطَ سَهْلِ فَأُتِيَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيْلَ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ هَلْ لَكَ فِيْ
سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَالْلَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَقَالَ
هَلْ تَتَّهِمُونَ لَهُ أَحَدا قَالُوْا نَتَّهِمُ عَامِرِ بْنِ
رَبِيْعَةَ قَالَ فَدَعَا رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّىَ الْلَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ عَلَامَ
يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَلَا بَرَّكْتَ اغْتَسِلْ لَهُ فَغَسَلَ
عَامِرٍ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ
وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِيْ قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ
عَلَيْهِ فَرَاحَ سَهْلِ مَعَ الْنَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ )
رَوَاهُ مَالِكٌ وَ أَبُوْ دَاوُدَ وَ غَيْرِهِمَا .
هَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَقَعَ الْعَيْنِ مِنْ الْشَّخْصِ الْمُحِبُّ أَوْ الْصَّالِحُ ؟
نَعَمْ يُمْكِنُ أَنْ تَقَعَ الْعَيْنِ مِنْهُمْ ؛ لِأَنَّهُ لَا
يُشْتَرَطُ فِيْ الْعَيْنِ أَنْ تَكُوْنَ عَنْ حَسَدٍ وَ إِنَّمَا كَمَا
قُلْنَا سَابِقَا ( يُطْلِقُ الْمُتَكَلِّمٌ الْوَصْفِ فَيُعْجَبُ
الْشَّيْطَانُ فَيَنْطَلِقُ فَيُؤْذِيَ الْشَّخْصُ الْمَوْصُوْفِ ( .
لِذَلِكَ مِنْ الْمُمْكِنِ جَدَّا وُقُوْعِهَا مِنْ الْشَّخْصِ الْمُحِبُّ
وَ قَدْ وَقَفْتُ عَلَىْ قِصَّةِ لِأَبٍ أَصَابَ ابْنَهُ بِالْعَيْنِ
فَأَصَابَهُ الْشَّلَلُ وَ ذَهَبَ يَمْنَةً وَ يَسْرَةً لِلْعِلَاجِ وَ
لَمْ يَنْجَحِ وَ فِيْ الْنِّهَايَةِ وَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ
اتُّهِمَ الْابْنُ أَبَاهُ فَشَرِبَ بَعْدِهِ فَقَامَ كَأَنَّمَا نَشِطَ
مِنْ عِقَالٍ .
وَ أَمَّا وُقُوْعِهَا مِنَ الْرَّجُلِ الْصَّالِحِ فَأَكْبَرُ دَلِيْلِ
عَلَىَ ذَلِكَ وُقُوْعِهَا مِنْ الْصَّحَابِيِّ عُمَرَ بْنِ رَبِيْعَةَ
لِسَّهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَ الْصَّحَابَةِ خَيْرٌ الْخَلْقِ بَعْدُ
الْأَنْبِيَاءَ فَكَيْفَ بِنَا نَحْنُ الْمُقَصِّرِيْنَ ؟!
الْقِرَاءَةِ بُنَيَّةُ الْشِّفَاءُ وَ الْهِدَايَةَ :
يُعْتَبَرُ تَلْبَسُ الْجِّنِّيُّ بِالْشَّخْصِ الْمَعْيُونٌ نَوْعَا مِنْ
أَنْوَاعِ الْمُنْكَرَاتِ ، وَ الْمُنْكَرِ يَبْدَأَ فِيْهِ
بِالْتَّدَرُّجِ بِالْأَخَفِّ فَالْأَخَفّ .
لِذَلِكَ كَانَتْ هَذِهِ الْطَّرِيْقَةُ أَنْسَبُ طَرِيْقَةِ لِلْتَعَامُلِ
مَعَ الْشَّخْصِ الْمَعْيُونٌ وَ الْمَسْحُوْرِ وَ الْمَمْسُوسٌ بِحَيْثُ
أَنْ تَقْرَأَ وَ فِيْ نِيَّتُكَ شِفَاءٌ هَذَا الْمَرِيْضَ وَ هِدَايَةْ
الْجَانَّ الْمُتَلَبِّسِ فِيْهِ تَلَبُّسَا جُزْئِيَّا وَ قَدْ
جَرَّبْنَاهَا وَ وَجَدْنَا رَاحَةُ عَجِيْبَةٌ لَدَىَّ الْشَّخْصُ
الْمَقْرُوْءُ عَلَيْهِ وَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْجِنَّ تَتَأَثَّرُ بِكَلَامٍ
الْلَّهُ عَزَّوَجَلَّ إِذَا كَانَ عَنْ طَرِيْقِ الْوَعْظِ وَ
الْنَّصِيْحَةِ .
حَسَنَا : وَ مَا الْجَدِيدْ فِيْ ذَلِكَ ؟
الْجَدِيْدِ : أَنَّ غَالِبِيَّةٌ الرُّقَاةِ يَقْرَؤُوْنَ بُنَيَّةُ
الْحَرْق وَ الْإِيْذَاءِ لِهَذَا الْجِّنِّيُّ الْمُتَلَبِّسِ تَلَبُّسَا
جُزْئِيَّا لِذَلِكَ تَجِدٌ الْتَّعَبِ مِنْ الَرَاقِي وَ الْمَرْقِيُّ وَ
رُبَّمَا أَثَرٌ ذَلِكَ عَلَىَ أَهْلِ الَرَاقِي وَ تَجِدُ تَأَخَّرَا
فِيْ الشَّفَاءِ وَ عِنَادَا مِنْ الْجِنِّيِّ فِيْ الْخُرُوْجِ بِخِلَافِ
هَذِهِ الْطَّرِيْقَةِ .
مَا الْطَّرِيْقَةِ الْمُتَّبَعَةٌ بَعْدَ مَعْرِفَةِ الْعَائِنُ ؟
طَبْعَا كَمَا قُلْنَا سَابِقَا : لَا بُدَّ مِنْ إِحْسَانِ الظَّنِّ
بِمَنْ تَشْكُ فِيْهِ أَوْ تَرَاهُ فِيْ الْمَنَامِ فَقَدْ يَكُوْنُ لَا
يَقْصِدُ الْعَيْنِ وَ إِنَّمَا صَدَرَتِ بِغَيْرِ قَصْدٍ .
تُحَاوْلَ أَنْ تَلْتَقِيْ بِالْشَّخْصِ الْمُتَّهَمِ وَ تُحَاوِلُ عَمِلَ أَيَّ شَيْءٍ مِمَّا يَلِيَ :
1) أَنَّ يَسْتَغَسلّ لَكِ كَمَا فِيْ الْحَدِيْثِ وَ هَذَا إِنَّمَا
يَكُوْنُ إِذَا كَانَ لَا يَخْشَىُ أَنْ الْشَّخْصُ يَضِيْقُ صَدْرُهُ أَوْ
تَحْصُلُ حَزَازَاتُ أَوْ عَدَاوَاتِ .
2) أَنَّ يَشْرَبُ بَقِيَّةٍ مَا شَرِبَهُ مِنْ مَاءٍ أَوْ شَايٍ أَوْ قَهْوَةٍ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ .
3) إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ نِهَائِيّا فَبِإِمَكَانَهُ أَنْ يَضَعَ عَلَىَ يَدِهِ شّاشّا مَبْلُوْلا وَ يَسْلِمِ عَلَىَ
الْشَّخْصُ الْمُتَّهَمِ ثُمَّ يَضَعُ الْشَّاشِ فِيْ كَأْسِ مَاءً ثُمَّ
يُخْرِجُهُ وَ يَشْرَبُ الْمَاءَ ، وَ ذَلِكَ لِأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ لَهُ
ذَبْذَبَةٌ خَاصَّةً سَوَاءٌ مِنْ رِيْقِهِ أَوْ عَرَقُهُ أَوْ شَعْرَهُ
أَوْ أَظْفَارِهِ أَوْ دَمُهُ وَ هَذِهِ ثَابِتَةً عَلِمَيِّا ، وَ قَدْ
عَرَضَ الْشَّيْخُ / عَبْدِ الْلَّهِ السَدَحَانَ كِتَابَهُ ( كَيْفَ
تُعَالَجُ مَريضِكِ بِالْرُقْيَةِ الْشَّرْعِيَّةِ ) عَلَىَ سَمَاحَةِ
الْإِمَامُ عّبْدُ الْعَزِيْزُ بْنِ بَازِ رَحِمَهُ الْلَّهُ فَسَأَلَهُ
الْشَّيْخِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ عَنْ هَذِهِ الْنُّقْطَةُ هَلْ هِيَ
ثَابِتَةٌ عَلِمَيِّا ؟ فَقَالَ الْشَّيْخُ / عَبْدِ الْلَّهِ السَدَحَانَ :
إِنَّهَا ثَابِتَةٌ فِيْ عِلْمِ الْرَادُوْنَيكِ وَ يَدْرُسَ فِيْ
أُوْرُوبَّا وَ قَدْ وَقَفْتُ شَخْصِيَّا عَلَىَ هَذَا الْعِلْمُ عَنْ
طَرِيْقِ جَهَازُ الفِيدِيُوبَاكَ ، فَقَالَ الْشَّيْخُ / عَبْدِ
الْعَزِيْزِ رَحِمَهُ الْلَّهُ : ( إِذَا كَانَ هَذَا ثَابِتٌ عَلِمَيِّا
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيْ سَخَّرَ الْعِلْمِ لِخِدْمَةِ الْدِّيْنِ )
انْظُرْ صَ 16مِنْ الْكِتَابِ الْمَذْكُوْرِ طَ 4 ، وَ عِرْضُهُ عَلَىَ
الْشَّيْخِ مُحَمَّدِ بِنِ عُثَيْمِيْنَ رَحِمَهُ الْلَّهُ فَقَالَ : (
الشَّيْءُ الَّذِيْ فِيْهِ شِفَاءُ إِنِ شَاءَ الْلَّهُ اسْتَعْمَلَهُ )
نَفْسٍ الْمَرْجِعَ .
4) مُسِحَ مَا مَسَّهُ جَسَدِهِ مَنْ الْمُبَاحَاتِ كُمِقْبضُ الْبَابِ
أَوْ مِقْبَضُ الْسَّيَّارَةِ أَوِ نَحْوَ ذَلِكَ بِخِرْقَةٍ مَبْلُوْلَةً
وَ وَضَعَهَا فِيْ مَاءٍ ثُمَّ إِخْرَاجَهَا وَ شُرْبُ الْمَاءِ .
مَاذَا يَحْصُلُ بَعْدُ أَخَذَ الْأَثَرِ ؟
1) إِسْهَالِ .
2) مَغْصُ .
3) حِكَّةٌ فِيْ الْجِسْمِ أَوْ بَعْضَ أَعْضَائِهِ .
4) رَاحَةُ شَدِيْدَةٍ وَ نَوْمِ عَمِيْقٍ فِيْ الْلَّيْلِ .
5) خُرُوْجِ بِثَوْرِ فِيْ الْجِسْمِ .
6) غَيْبُوْبَةِ وَ هَذِهِ فِيْ الْحَالَاتِ الْصَّعْبَةِ ثُمَّ يُشْفَىْ مِنْهَا بِإِذْنِ الْلَّهِ خِلَالَ مُدَّةِ وَجِيْزَةٍ .
7) حُصُوْلِ الْتَّنَفُّسُ الْعَمِيقْ .
Cool زِيَادَةٌ نَفْسٍ الْأَعْرَاضِ الَّتِيْ يُعَانِيْ مِنْهَا الْشَّخْصُ
كَأَنَّ يُحِسُّ بِزِيَادَةِ الْأَلَم فِيْ مِنْطَقَةِ الْمَرَض أَوْ
نَحْوَ ذَلِكَ لِمُدَّةٍ مَحْدُوْدَةٌ .
مَعَ مُلْاحَظَةِ أَنَّهُ قَدْ يَكُوْنُ هَنَاكَ أَكْثَرَ مِنْ عَائِنٌ ،
وَ عِنْدَ أَخْذِ الْأَثَرُ مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَقَطْ فَإِنَّهُ يُخْفِ
الْإِنْسَانَ بِحَسَبِهِ .
مَاذَا يَحْصُلُ لَوْ فَعَلْنَا كُلُّ هَذَا وَ لَمْ يَحْصُلْ الْشِّفَاءُ ؟
الْجَوَابُ :
قَدْ تَتَكَامَلُ الْأَسْبَابِ وَ مَعَ ذَلِكَ يُقَدَّرُ الْلَّهِ أَلَا
يُشْفَىْ الْمَرِيْضُ لِحِكْمَةٍ يُرِيْدُهَا كْتَمَّحِيصٌ ذُنُوْبَهُ أَوْ
رَفَعَ دَرَجَاتِهِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ، وَ هُوَ الْعَلِيْمُ
الْخَبِيْرُ .
أَسْئِلَةِ شَائِعَةٌ حَوْلَ الْعَيْنِ
مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الْحَاسِدِ وَ الْمُعْجِبُ ؟
الْجَوَابُ :
الْحَاسِدُ يَكُوْنَ ذَا نَفْسٍ خَبِيْثَةٍ وَ يَتَمَنَّىْ زَوَالَ الْنِّعْمَةِ ..
أَمَّا الْمُعْجِبُ فَهُوَ لَا يُقْصَدُ وَ لَا يَتَمَنَّىْ زَوَالَ
الْنِّعْمَةِ وَ لَكِنَّهُ أُطْلِقَ الْوَصْفَ وَ لَمْ يَذْكُرْ الْلَّهَ
تَعَالَىْ فَانْطَلَقَ الْشَّيْطَانُ فَآْذَىً الْشَّخْصُ الْمَوْصُوْفِ .
هَلْ تُسَبِّبُ الْعَيْنِ أَمْرَاضَا عُضْوِيَّةٌ وَ مَشَاكِلَ مَادّيّةُ وَ اجْتِمَاعِيَّةٌ ؟
الْجَوَابُ :
نَعَمْ تُسَاعِدُ الْعَيْنَ فِيْ عَدَمِ شِفَاءٌ كَثِيْرٍ مِنَ
الْأَمْرَاضِ العُضْوِيَّةِ بَلْ وَ اسْتِفَحَالَهَا وَ كَذَلِكَ
الْمَشَاكِلِ الْمَادِّيَّةِ وَ الْزَّوْجِيَّةِ وَ الْقَطِيْعَةُ وَ
كَثِيْرٌ مِنَ الْمَصَائِبِ ؛ فَإِذَا كَانَ الْرَّسُوْلُ صَلَّىَ الْلَّهُ
عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: ( أَكْثَرَ مَنْ يَمُوْتُ مِنْ أُمَّتِيْ
بَعْدَ قَضَاءِ الْلَّهِ وَ قَدَّرَهُ بِالْعَيْنِ ) فَمَا دُوْنَ
الْمَوْتِ مَنْ الْمَصَائِبِ أَوْلَىٍ أَنْ تُلْحِقَ بِالْعَيْنِ .
إِذَا أَخَذَ الْأَثَرُ مِنْ الْعَائِنُ فَهَلْ يُسْتَعْمَلُ كَمَا هُوَ أَمْ ( يُغْلَى ) ؟
الْجَوَابُ :
الْأَفْضَلِ أَخَذَهُ كَمَا هُوَ وَ لَوْ جُرْعَةُ قَلِيْلَةٍ فَهِيَ
نَافِعَةٌ ، وَ لَوْ غَلْيُ أَوْ خَفَّفَ فَلَا يَضُرُّ إِنْ شَاءَ
الْلَّهُ ..
هَلْ يُصَابُ بِالْعَيْنِ مِنَ كَانَ مُتَحَصِّنَا بِالْأَذْكَارِ ؟
الْجَوَابُ هُنَا مِنْ شِقَّيْنِ :
الْأَوَّلِ :
لَيْسَ كُلُّ مَنْ قَالَ الْأَذْكَارُ جَاءَ بِهَا مِنْ قَلْبِهِ ، بَلْ
إِنْ بَعْضُهُمْ يَقُوْلُ الْأَذْكَارُ وَ بَعْدَ أَنْ يَنْتَهِيَ مِنْهَا
لَا يَدْرِيَ هَلْ أَكْمَلَهَا أَوْ لَا ! فَلَا بُدَّ مِنْ تَوَاطُؤٍ
الْقَلْبِ وَ الْلِّسَانِ مَعَا .
الْثَّانِيَ :
مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ عَدَمِ الْتَّحْصِيْنَ هُوَ ( الْغَضَبِ ) فَإِذَا
غَضِبَ الْإِنْسَانَ نَقُصُّ تَحْصِيْنُهُ بِقَدْرٍ مَا غَضِبَ ، وَ
بِهَذَا نَعْلَمُ حِكْمَةً مِنْ حُكْمِ نَهْيُ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ
الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنِ الْغَضَبِ ( كَيْفَ تُعَالَجُ مَريضِكِ
بِالْرُقْيَةِ الْشَّرْعِيَّةِ ؟ صَ 55 ).
سَ : هَلْ فِيْ الاتِّهَامَ وَ أَخَذَ الْأَثَرِ ظَلَمَ لِمَنْ اتُّهِمَ ؟
الْجَوَابُ :
لَيْسَ هُنَاكَ ظُلْمٌ فِيْ أَخْذِ الْأَثَرُ وَ الاتِّهَامَ وَ ذَلِكَ
لِأَنَّ الْنَّبِيَّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَمْرِهِمْ
بِأَنَّ يُتَّهَمُوا فَقَالَ : ( مِنْ تَتَّهِمُونَ ) وَ أَمَرَهُمْ
بِأَخْذِ الْأَثَرُ وَ لَوْ كَانَ ظُلْمَا لَكَانَ رَسُوْلُ الْلَّهِ
صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَبْعَدَ الْنَّاسِ عَنْهُ كَيْفَ
لَا وَ هُوَ يَقُوْلُ : ( إِنِّيَ لَأَرْجُوُ أَنْ أَلْقَىَ الْلَّهَ وَ
لَيْسَ فِيْ عُنُقِيّ مُظْلِمَةٌ لُإِنْسَانِ ) أَوْ كَمَا قَالَ ..
سُؤَالٌ : هَلْ يُصَابُ الْصَّالِحُوْنَ بِالْعَيْنِ ؟
الْجَوَابُ :
نَعَمْ .
مَا الْدَّلِيلُ عَلَىَ ذَلِكَ ؟
الْدَّلِيلِ : أَنَّ بَعْضَ الْصَّحَابَةِ أُصِيْبَ بِذَلِكَ وَ هُمْ
خَيْرُ الْخَلْقِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ الْلَّهِ وَ سَلَامُهُ
عَلَيْهِمْ .
مَا الْحِكْمَةُ مِنْ ذَلِكَ ؟
الْجَوَابُ :
الْحِكْمَةَ مَنْ ذَلِكَ أُمُوْرٌ :
1) ابْتِلَاءً مِنْ الْلَّهِ تَعَالَىْ لِيَمِيْزَ الْخَبِيْثَ مِنَ الْطَّيِّبِ .
2) إِذَا كَانَ الْعَبْدُ صَالِحَا فَإِنَّهُ يَكُوْنُ رِفْعَةً لدَرَجاتِهُ بِإِذْنِ الْلَّهِ .
3) إِذَا كَانَ الْعَبْدُ مُقَصِّرا فَإِنَّهُ يَكُوْنُ تَّكْفِيْرَا لِذُنُوْبِهِ بِإِذْنِ الْلَّهِ .